Monday, July 16, 2007

السلم و الثعبان


هى ليست تلك اللعبه الكرتونيه التى كنا نلتف حولها و نحن صغار سواء كنا من البسطاء او من الميسورين

و انما هى حاله

حاله تخيلتها عند رؤيتى لذلك السلم الخشبى الذى وضعه عامل الاناره تحت شجره و ذلك اثناء فتره الراحه المخصصه له فى عمله

و الغريب ان تلك الحاله قد تطورت معى فى كل تفاصيلها و ابعادها الحياتيه

و تتلخص الحاله فى حوار دار بين السلم و الثعبان و كان الحوار كالاتى

الثعبان.....

اه منك ايها الرجل كل يوم تقوم بالقاء بقايا طعامك فوق جحرى اسفل تلك الشجره و اليوم سوف اخذ بثأرىمنك

و سوف اقوم بلدغك حتى لا تكرر ذلك مره اخرى

السلم

حرام عليك يا تعبان هو مش قصده و كما انه لا يدرك انك موجود هنا و لو علم هو ذلك لفر هاربا خوفا منك

الثعبان

من قال لك هذا ايها السلم ...هل تظن ان الانسان يخشى منى انا بما اننى ثعبان

لا يا صديقى انه فقط يخشى سمى الذى يمكن ان يؤدى الى وفاته لكن تخيل اننى بدون سم و تخيل انه يعلم ذلك سيكون مصيرى مثل مصير اى حشره تافهه يمكن ان يدهسها تحت قدميه

السلم

و لكن يا ثعبان هو لا يقصد ايذائك و انما هو فقط يقوم بالقاء ما تبقى منه تحت قدميه و بالتالى هو لا يقصد ايذائك

الثعبان

اه منك يا سلم لا ادرك لماذا تدافع انت عنه

و انت اكثر من اى شىء اخر تتعرض للاذى منه كل يوم

انظر الى حالك ايها السلم سترى انك قد تبدل حالك كثيرا

الم تكن مصنوع من الخشب الابيض و تخيل معى انك لم تصنع سلم ماذا سوف يكون حالك

السلم

كنت ساصبح كاى قطعه خشبيه اخرى توضع فى المنزل او كنت ساكون قطعه فنيه نحتتها ايدى فنان لتوضع فى احد المتاحف

و لكنى تعودت على حالى الان كونى سلم وظيفتى هى ان احمل هذا الرجل و ان اصعد به الى اعلى كما يريد هو ان يكون

و تعودت اللا اشكو من حالى هذا

الثعبان

و ترى ما الذى غير لون بشرتك هكذا ؟

الم تكن ذو لون ابيض مثل الخشب الذى صنعت انت منه

السلم

نعم كنت كذلك و لكن تبدل لونى من الشمس التى تحرق بشرتى كل يوم و انا اتنقل من شارع لشارع تحت رغبه الرجل

الثعبان

و فى النهايه تدافع عنه

عجبا لك ايها السلم التعيس كيف ترضى بان تكون هكذا

السلم

تعودت ان اكتم شكوتى ايها الثعبان

ثم ماذا بيدى انا ان افعل

الثعبان

مالى اراك ايها الثعبان مرهقا و يبدو عليك التعب

السلم

عندك حق يا ثعبان هذا لاننى لم انم منذ ثلاثه ايام

الثعبان

و ما السبب يا ترى

السلم

ذلك بسبب ذلك المصباح فى العامود فهو لا ينطفىء ليلا و لا نهارا

الثعبان

يمكن ان اعقد معك اتفاق ايها السلم

سوف اساعدك فى ان تنام و ذلك باننى سوف اتسلق عليك و اصعد الى نهايه ذلك العامود و اقوم باطفاء ذلك المصباح

و فى المقابل ستساعدنى انت بان اصعد الى اخر تلك الشجره حيث توجد اعشاش العصافير بكثره و هى كما تعلم غذائى المفضل

السلم

يصرخ بقوه

لا يا ثعبان انها مجرد صغار للعصافير لا تملك القدره ان تدافع عن نفسها

ثم اننى لا استطيع ان اشركك فى هذه الجريمه

الثعبان

عجبت من حالك ايها السلم

تدافع حتى عن العصافير و انت تعلم انها الطريق الوحيد لكى اساعدك ان تنام

و انت تعلم انها فو وضعها هذا تقوم بايذائك انت ايضا فهى تلقى هى الاخرى بفضلاتها عليك

انظى كم لوثتك هذه العصافير التى تدعى انها صغيره و لا تعى شىء

السلم

نعم ايها الثعبان هى لاتدرك ذلك و حتى لو ادركت فهذه سنه الحياه

سنه الحياه ان اتحمل كل هذا فى صمت فقد رضيت بما قسمه لى ربى

و لا استطيع ان اساعدك على التهامها

دعنى بعيدا عن ذلك الاتفاق

الثعبان

اسمع يا سلم انت تعلم اننى لن اغلب فى ان اجد الوسيله الاخرى لقى اصل لاعشاش تلك العصافير

لكنى عرضت عليك ذلك لانك فقط ستسهل على من الامر

السلم

عرضك لى مرفوض ايها الثعبان

و هنا يصرخ الثعبان بقوه

اه انى اموت ايها السلم لقد انشغلت بالحديث معك و قد لاحظنى الرجل و الان هو الذى قام بقتلى

قام بقتلى لمجرد انه رأنى

ارايت ايها السلم

هذه هى الحياه اما ان تبدا انت و اما ان تكون نهايتك

و الان يا صديقى انت قد رايت الدرس بعينيك

تذكرنى جيدا

تذكر اننى عندما صدقتك و لم اقم انا بمهاجمه الرجل ذلك الانسان اللعين

قام هو بقتلى

و هذه هى نهايتى سيقوم هو الان بالقائى فى اى صندوق للقمامه

تذكرنى جيدا ايها السلم

وداعا يا صديقى

و هنا انهارت كل القيم و ازدوجت المبادىء عند السلم

فقد راى بعينيه الرجل الذى كان يدافع عنه هو الذى قام بقتل صديقه الثعبان

هذه هى الحاله

الحاله التى خلقنا لنحياها

الحاله التى نعايشها كل يوم

و السؤال الاخير

اذا كنت انت عضوا او رمزا داخل هذه الحاله

ترى ماذا كنت ستختار

السلم ......الثعبان.......العصفور.........الرجل؟؟؟؟؟؟؟؟؟