Friday, November 09, 2007

منذ ذلك الحين




من ذلك الحين و هو ينظر الى موقعه الخالى المتجرد من ايه نبضات توحى له انه مازال على قيد الحياه


منذ ذلك الحين و هى يرى نفسه مازال باقيا فى ذلك الركن المظلم من حجرته التى اصبحت خاليه من اى درب من دروب الحياه


ينظر الى تفاصيله الباليه


ينظر الى ذلك الركن المظلم


يجد نفسه ذاهبا اليه ينتبه انه لايوجد سوى ذلك الركن من العالم يمكن ان يحتوى ما به من الصرخات الخاويه


يجلس به يضم كتفيه و يداه محتويه ارجله و راسه منهاله عليها


يضم بيديه كتفيه محاولا ان يشعر نفسه بان ذاته باقيه


نعم ذاته باقيه حتى و ان انعدمت بها ملامح الحياه


فهو يعلم انه منذ ذلك الحين


و هو قد تخلى عن موسيقاه الصاخبه التى كان يرفضها كل من حوله


استسلم لنوع من الموسيقى لا يجد فيه ذاته لكنه يسمع به نبضات مجرد نبضات


ينظر الى تلك الستاره البيضاء فى نهايه حاله الظلمه التى يجبر نفسه عليها حاول تخيل ملامحكانتفى الماضى اوضح من هلال شهر هجرى يتلهف عليه المنتظرون له




يتذكر زمن مضى كان يرى خلف تلك الستاره ملامح لمعشوقه كانت ترسم بجسدها المرمرى و ثناياته البارعه ملامح من شخصيته هو


ملامح من تمرده


ملامح من رفضه كونه فرد يحيا بين الاف الملايين غيره من البشر


كان يرى فى تطاير خصلاتها فى ظل على جسدها ثورته و قدرته على البقاء حتى و ان انتهت الحياه من حوله


يرى من رقصاتها و التفافها حول جسدها الذى و ان كان عاريا يحمل كل معانى القدسيه و السخريه معا


منذ ذلك الحين و هى لا يرى كل هذه الملامح


لا يسمع سوى الموسيقى السينفونيه التى كان يراها باهته على شخصيته الثوريه


موسيقى اصبح يمل من حتى مسمياتها و ارقام سينفونياتها لبتهوفين و شيكوفسكى و غيرهم ممن كان يراهم مبدعين و لكن خارج نطاق دائرته


هو حقا يحتاج الى ان يشعل ذلك المصباح فى سقف حجرته


ان يخرج الى النور ان يعيد صياغه صومعته من جديدان يمسك بقلمه


ان يعيد صياغه ملامحه و ملامحها


ان يفتح عيناه من جديد املا ان يرى حفريات متراميه من جسده و جسدها


ان تضاجع عيناه تلك الملامح


ان يعيد تلك الموسيقى الصاخبه الى مكتبته الموسيقيه من جديد


ان تدق الطبول فرحا و جزنا على تلك الحاله فمنذ ذلك الحين و يداه مشلولتان لا تستطيع ان تضرب على ذلك القرص الدائرى من الته المفضله


الا يتذكر من كانوا معه و اصبحت كلمه الوداع و العناق هى السمه لكل من حوله


و هو الان فى انتظار ذلك الحين