بعد ان تمادى فى نومه بعد ان احس ان راسه قد ثقلت حقا من كثره النوم قرر ان ينهض
يشعر بموود طاغى عليه لا يستطيع هو تفسيره و لكنه يعلم تماما انه افضل من حالات كثيره قد مر بها سابقا
ينظر الى مراته ليرى نفسه افضل من اى وقت مضى
حقا يعجبه شكله
يهتم هو بمظهره هذه المره لا يعلم حقا ما هو الدافع وراء ذلك و لكنه لا يريد ان يشغل باله بتفسير ما يشعر به من النشوه
فهو يكتفى بها حتى و ان كانت بدون اسباب
يرتدى ملابسه و يختارها بافضل ما لديه من ذوق يضع عطره المفضل
يملا جيوبه باشياءه المعتاده من حافظته و امواله التى يشعر انها تكفيه
يغلق بابه خلفه و هو حاملا هاتفه المحمول
تاخذه قدماه الى السنترال الذى اعتاد ان يقوم بعمل مكالماته منه و عندما لمست قدماه عتبتبه شىء ما اوقفه
انه حقا لا يريد ان يكلم احدا فهو لا يحتاج احدهم هذه الليله انما فقط هو يريد نفسه
اغلق هاتفه و قرر ان يقضى ليلته بمفرده
ظل يمشى و يمشى حتى وصل الى مكانه المفضل على شاطىء هذه البحر الذى اعتاد ان يكون له وحده
جلس هو غير مبالى لكل من حوله من البشر فهو يعلم ان لا احدا يهتم به و حتى هو لا يهتم باحد فهى نفس الملامح التى اعتاد رؤيتها فى هذه الايام المزدحمه بالبشر
جلس و قرر ان يستغل هذه اللحظات فى مراجعه كل ما يدور بباله
منذ فتره و هو عاجزا ان يتخذ معه قراراته الحاسمه
و هنا ايضا تردد فهو لايريد ان يشغل باله باى شىء دنيوى يمكن ان يعكر صفو موده الحالى
قرر ان يلعب تلك اللعبه الاليكترونيه على هاتفه العقيم هذا و لكنه ايضا توقف فهو يعلم انها تصيبه بملل من تكرارها و عدم تقدمه فيها
و هنا بدا باله يشرد فهو حقا يشعر بغربه ما فى صدره بدا يفكر هل اصبح شخص مودى يتعامل على اساس موده الصدفى الذى ينتابه كل يوم على غير الاخر
هو حقا فى تلك اللحظه لا يشعر بالغربه التى كان يشعر بها من قبل و لكنه فقط شارد فى حالتها بدا يتمتم بنغمات سواء كانت من الحانه او من الالحان التى تعلق بذاكرته دوما
و هنا تذكر جيدا لحن العبقرى منير
بدا يتمتم كلماته و هو يشعر حقا انها تصفه بكل ملامح التفاصيل الداخليه و الخارجيه
شفتاه تتحرك
اديا فى جيوبى و قلبى طرب
سارح فى غربه بس مش مغترب
وحدى لكن ونسان و ماشى كده
ببتعد ما اعرفش او بقترب
و هنا يطلق صدره اه هى ليست باه جرح اوحتى ضيق فى صدره و لكنها فقط اه لا يريد ان يصفها
و ياااه للكائن البشرى اللعين فقد قررت احدى الكائنات ان تقطع خلوته
فقد قررت احدى المارات فى الشارع ان تقطع خلوته
هى فقط سيده تبدو على تجاعيد وجهها انها فى العقد الخامس من عمرها
تقاطع هى صمته
قائله
مالك يا ابنى شايل هم الدنيا ليه
يرد هو
لا ابدا يا حاجه مافيش حاجه بالعكس تماما
تقاطعه
بص يا ابنى ممكن تكون مش عايز تقول اى حاجه بس انا هقولك على حاجه خدها من واحده الدنيا اخدت منها كتير
قولى يا حاجه
هى....الوقت يا ابنى اللى المفروض انك تعيشه مبسوط و تسيبه يعدى منك ربنا هيحاسبك عليه
لو عدى عليك الوقت ده امسك فيه بايديك و سنانك
و بعدها قرررت هى ان تتركه مره اخرى لانها ادركت ان ما قالته له هو الكافى ليغير ما بداخله
ينهى الحديث هو بعباره
ربنا يسهل الحال يا حاجه بعد اذنك ان همشى بقى
تبتسم هى و تقول
فى رعايه الله يا ابنى
و هنا ادرك حقيقه غائبه
هو حقا لا يستطيع ان يعيش بدون ذلك الصخب اليومى و هو ايضا لايستطيع ان يسلخ نفسه منه لانه ببساطه كائن يعيش و يتعايش
و مره واحده
الو ايوه يا كريم
انت فين يا ابنى انا مستنيك على البحر البس و انزل بقى
و عادت الحياه تدق بالصخب من جديد
تحياتى لك يا منير