يعود هو من زياره احد اصدقائه يدخل الى معشوقته الهادئه و هى بلكونته المطله على شارع يزفر بالزحام الدائم و الغريب انها تمثل له الهدوء عندما يحتاجه
يتذكر البوم الطوابع الذى راه عند صديقه
ذلك الالبوم المكتظ باشكال و الوان و صور من الطوابع البريديه من مختلف العصور فقد اعجب كثيرا بهذه العاده فى تجميع هذه الطوابع و اكتشف انه افتقد لذتها منذ كان صغيرا
يتذكر تلك الطوابع و التى غلب على معظمها قتمه اللون الاصفر الذى و ان عبر يعبر عن شيبه عصر هذه الورقات الزمنيه
و هنا تخيل شىء ما دار فى خاطره
هو يعلم ان كل تلك الطوابع بغض النظر عن وظيفتها انما هى تخليد لذكرى او موقف معين دار فى امه ما فى عصر من عصورها
وهنا تصور ماذا سيكون شكل طابعه الخاص هذا و ان اراد ان يصمم طابع بريد خاص به
اقصد طابع يمثله هو
و هنا بدا يمسك بقلمه الرصاص و اخذ يخطط برسمه دارت بباله و لكنه فجاه توقف
فهذه الرسمه ليست هى تماما التى يريدها و هنا يدرك الحقيقه
انه حقا لا يدرى كيف يصمم طابعه الخاص انه حتى ان حاول التقليد لاى رسم كان قد راه فى تصميم مقارب لما بداخله فهو ليس تماما كما يريد
و هنا قرر ان يسترجع تفاصيل اى طابع كان قد راه
اولا الشرشره الخارجيه و التى راها و ان عبرت بعيدا عن وظيفتها هى انما تعبر عن تغيرات كثيره حدثت خلال رحله عمره تلك التقلبات الدهريه من قاتمه الى ناصعه و لكنها فى النهايه تغيرات تشكل مجرى حياته
ثانيا الاطار العام و هو بالطبع الاطار العام الذى يمثل شخصيته هو و الذى حدده منذ تكوينها و من اكتسابه للخبرات المتتابعه
ثالثا جنسيه الطابع و بالطبع هى الشىء الوحيد الثابت فى كل الطوابع لكل البلدان على اختلاف عصورها فطابعه مصرى و هو لا يستطيع ان يغير ذلك بغض النظر ان انتمائه من عدمه
رابعا و هو اهم تلك التفاصيل التصميم الخاص بالطابع و هنا يدرك صعوبته كيف له ان يعبر فى رسمه واحده عنه هو
فهو ان عبر ستكون تلك الرسمه هى المعبره عن حالته الزمنيه فى تلك الفتره فقط
اى اينها مقصوره الزمن على حالته المزاجيه و بالتالى لا تعبر فى مضمونها عنه كاملا
حتى سعر الطابع هو ايضا لا يستطيع ان يحدده فاختلاف سعره يختلف على اختلاف الفتره ايضا لانه يدرك ان الانسان يختلف سعره من زمان لزمان و من حاله الى حاله و يختلف ايضا باختلاف الاشخاص الذين يتعامل هو معهم
و هنا ادرك الحقيقه الغريبه انه و ان اراد حقا ان يعبر عن نفسه فى طابع فهذا مستحيل فهذا يتطلب طابع كل يوم و طابع لكل حاله هو يعيشها و طابع لكل التفاصيل التى تتغير و تتضارب معه خلال رحلته فى هذه الدنيا و هنا اعدل عن فكرته المجنونه و قام بتمزيق تلك الورقه التى كان المفروض ان تحمل طابعه الخاص به
و ادرك انه حقا حقيقه فانيه
و السؤال هنا
ماذا ستفعل ان اردت ان تصمم طابعك الخاص؟