صدفه غريبه جمعتنا ثلاثه من الاصدقاء على شاطىء البحر فى اول النهار
نحن فى انتظار الرابع لتكتمل المجموعه بعد ان جمعنا احدنا و ذلك لحالته النفسيه المنحدره
على احد الكراسى العلويه نجلس
و بالصدفه كانت هناك تلك الفتاه
هى جالسه غير مباليه بنا تماما نراها منشغله تماما بما يدور بداخلها من الهموم التى نقدر لها فيها و حدتها و انشغالها
و لكن الملفت اننا نراها تشعل سيجارتها تلو الاخرى فى طريقه هستيريه غريبه
دفع ذلك فضول احدنا فقرر ان يقطع عليها وحدتها و صمتها فتتدخل قائلا
ايه يا بنتى انتى بتنتحرى و اللا ايه
و كانت الايماءه و الامتعاض على وجهها معلنه رفضها الحديث
و لكن الثانى اعلن رفضه رفضها ذلك فتتدخل مع الاخر فى الحديث و اظن انها وجدت فيه القابليه للحديث معها فقالت
و النبى سيبنى فى حالى انا فيا اللى مكفينى
و بدات الكلمات تتنازل على شفتيها جاذبه الحديث
و كأنى ارى مشهد من فيلم اجنبى قديم حين تجمع الصدفه البطل و البطله فى احد المتنزهات و كل منهما يجمع فى داخله احزانه و همومه
و يتبادلان الحديث
و كانت اول كلماتها انها جالسه فى نفس مكانها منذ السابعه صباحا
و كان طلبها التالى
سيجاره
و اشعلتها و كانت كلمتى الوحيده
يا بنتى اللى انتى شيفاهم دول كل واحد فيهم جواه هموم الدنيا حاولى تفكى و تهونى على نفسك
و بعد الكثير من الحديث
اتى الرابع و كانت كلمه احدنا
انتى ايه رايك احنا هنلف شويه ما تيجى معانا بدل ما انتى قاعده كده
و كانت الاجابه بالموافقه
و ركبت معنا
خرجت هى بعد مرور الوقت من حالتها و بدات فى الضحك معنا
و عندما توقفنا قليلا كان سؤال منا لها
احنا رايحين العجمى دلوقتى تحبى تيجى معانا
و كانت المفاجأه الكبرى
انها لا تمانع فى ذلك
و كانت اجابتها بكلمه
اوكى انا بايعه القضيه
فى البدايه لم نفهم تماما ماذا تعنى
و لكن بعد الحديث معها عن ظروفها قالت انها تعانى كثيرا من عائلتها و ظروفها و انها تفكر جديا فى ان تترك لهم الحياه و تعيش مستقلع عنهم جميعا
و بدأ الاسلوب فى التغيير من الضحك الى المداعبه منها
الى الحد الذى سمح ليظن كل منا انها ليست سوا مجرد فتاه ليل تحاول ان تتقن دور المسكينه لتنال ما تريد
و لكنها ليست كذلك
فهؤلاء لا يقومون بالدفع فى اى شىء بل يصرف عيهم فقط و هذا ما لم تفعله
فهى التى كانت تقوم بشراء الاحتياجات حتى لنا
و هذا ما دفع الدهشه بداخلى
هل هى تعلى معنى كلمتها
انا بايعه القضيه؟
و اذا كان الحظ قد اوقعها بنا فماذا كانت ستفعل لو وقعت فى ايدى ما ليس لهم ضمير
ماذا سيكون مصيرها
و هل هى حقا وصلت الى حد انها باعت نفسها حقا لمجرد التخلص مما تعانى
و يا ترى ماذا سيكون مستقبل هذه الفتاه و هل ستصبح واحده من مأت القصص عن هؤلاء الفتيات الاتى يقعن فى هذا الدرك الاسفل من المعاملات
و لا ادرى ماذا افعل معها بعد ان اعتادت على الاتصال بنا و سؤالها الدائم
هنعمل ايه النهارده
و قولها صراحه انها تريد ان تطفش اليوم قبل غد
و انها على استعداد على الاقامه مع اى منا
دون النظر الى اى حسابات
انا حقا فى حيره
و البدايه كانت كلمه
انا بايعه القضيه